الشاي

يحسن بنا أن نقدم للقارئ الكريم شيئاً بسيطاً عن تاريخ هذا النبات، وكيف اكتشف وكيف انتشر إلى أنحاء العالم .. شجرة الشاي خضراء اللون على مدار السنة ويمكنها أن تصل في حالتها الطبيعية إلى ارتفاع يتراوح بين خمسة وعشرة أمتار أو أكثر، ولكن المزارعين يقلمونها باستمرار حتى لا يزيد ارتفاعها على مترين بقصد تقويتها وزيادة أوراقها وتسهيل قطفها، وتعمر بين خمس وعشرين سنة وخمسين سنة، والشاي أكثر المشروبات انتشاراً في أقطار الأرض يتناوله الناس عند استيقاظهم من النوم وفي ساعات مختلفة من الليل والنهار.. يحيط بتاريخ الشاي كثير من الغموض والأسرار. وتغنى به الشعراء.. ويرجع الغموض الذي رافقه إلى غموض تاريخ الصين موطنه الأول. فالعالم لم يعرف شيئاً أكيداً عن تلك البلاد إلا في العصور المتأخرة. ويقال إن نخبة من أهل الصين عرفت الشاي في عهد متقدم جداً، وفي سنة 2700 قبل الميلاد أيام حكم الإمبراطور الفيلسوف (شن نونغ) ثم ازداد انتشاراً على مر العصور. فلما جاء القرن السادس عشر وظهرت فئات من التجار المغامرين والمزارعين الشجعان وكبار البحارة والمهربين البارعين أخذت أقطار أخرى تعرفه وتتعاطاه، ومن المحتمل أننا سنعجز عن تحديد الموعد الذي استعمل فيه الشاي كمشروب، ولاموعد اكتشاف وطريقة تقطيعه وأوراقه وغليها في الماء ولا زمن زراعة نبتته، إذ يبدو أن الزراعة اشتهرت وازدهرت في الشرق الأقصى منذ زمن سحيق وأنه استخدم في بادئ الأمر علاجاً كبقية الأعشاب الأخرى.
وجاءت أوصافه كعلاج في عدة قواميس صينية، ولكن الباحثين لم يعثروا على اسم تلك النبتة (تي وتشا) بلغة الصين في سجلات يرجع تاريخها إلى عام 350 بعد الميلاد.
وكانت اليابان أول بلد تستفيد منه، فقد حمله رجال الدين البوذيون وغرسوا نبتته في تلك البلاد وأصبح واسع الشيوع، وحدثت معارك بسبب الشاي أدّت إلى تركه، ولما انتهت سارع كثيرون إلى زرع شجيراته مرة ثانية.
ففي اليابان مدرسة خاصة هدفها الأساسي هو تعليم ألوف اليابانيات بكل التقاليد الخاصة بحفل الشاي اسمها مدرسة(أوراسنيسك) ولها فروع عديدة في كل المناطق والأحياء. لقد كان «سن ديكو» هو أول من درّس وابتدع تقاليد حفل الشاي، ثم انتقلت هذه التقاليد من بعده إلى الألوف والملايين، وأي فتاة يابانية في أي بيت ياباني لا بد أن تتعلم أولاً وقبل كل شيء تقاليد حفلات الشاي. إن الفتاة اليابانية رقيقة وجميلة ومطيعة لكن قيمتها ستتضاعف لو كانت تعرف طريقة حفل الشاي على الطريقة اليابانية. فالفتاة التي تعرف جيداً كل تقاليد حفلات الشاي أفضل من أي فتاة أخرى جميلة لا تعرف شيئاً عن تقاليد وعادات حفلات الشاي.
أنواع عربية
أما في البلاد العربية فللشاي تسميات وأنواع كثيرة لأن بعض المشروبات تخدر كما يخدر الشاي، ولذلك يطلق عليها كما يطلق على الشاي، من هذه المشروبات:
1 - جاي حامض: إن هذا المشروب لا يدخل في تركيبه الشاي، بل إنه فقط حامض نومي البصمة يكسر ويخدّر كتخدير الشاي.
2 - جاي كجرات: وهذه أعشاب برية وتخدر كما يخدر الشاي.
3 - جاي دارسين: ويخدر في هذه الحالة الدارسين.
أدوات خاصة
لشرب الشاي عند بعض العرب وتحضيره أدوات كثيرة منها:
1 -المنقلة: هي عبارة عن مستطيل من المعدن لها أربع أرجل توضع فيها نار لتحضير الشاي كانت تستعمل قديماً.
2 - القوري : هي عبارة عن أداة طبخ الشاي، في أعلاها فتحة دائرية الشكل يوضع بها الشاي والماء المغلي، وتسد بواسطة الغطاء ومجرى صغير لسكب الشاي عند تقديمه.
3 - السماور : وهو عبارة عن إناء نحاس كبير لإعداد الماء الحار لتحضير الشاي ويستعمل في المقاهي الخاصة.
4 - الكتيلي «البراد» : إناء معدني يستعمل لإعداد الماء الحار لتحضير الشاي وخصوصاً في البيوت.
5 - الاستكان : وهو إناء زجاجي يصب فيه الشاي ليشرب.
6 - الماعون : وهو إناء صغير يوضع فيه الاستكان أو يشرب الشاي فيه.
7 - الخاشوكة : ملعقة معدنية تستعمل لتذويب السكر في الشاي برجه عدة مرات.
8 - الصينية : وهي صفيحة منبسطة دائرية الشكل وعلى أشكال مختلفة تستعمل لتقديم الشاي فيها.
9 - شكردان : وهو إناء حفظ السكر وهو أحجام مختلفة.
10 - المصفى : وهي أداة معدنية ذات ثقوب دقيقة تستعمل لحبس ثفل الشاي عند صبه في الاستكان.
11- البيتر : وهي قطعة قماش مربعة تستعمل في مسك مقبض القوري أو الكتلي لحماية اليد من الحرارة.
إن ما ذكرته عن الأدوات التي تستعمل في عمله وشربه ليست كلها باقية حتى الآن، فإن بعضها قد استعيض عنه بأدوات حديثة وملائمة أكثر في عصرنا هذا. ولشرب الشاي أماكن كثيرة في البلاد العربية، وفي منطقة الخليج بالذات، نراه يباع في الجامعات والمدارس ودور الدولة والمطاعم، وتقديم الشاي له مناسبات وأوقات، منها يقدم للضيوف في أي وقت ويقدم معه الكعك أو البقصم أو الكليجة أو خبز العروك أو مع الكيك أو مع البسكويت.
عراقة وفن في الشرب
وفي العالم تقاليد كثيرة لشرب الشاي، ففي الاتحاد السوفيتي أنواع من الشاي وطرائق كثيرة لشربه. فمن هذه الأنواع الشاي الأخضر الذي يطلقون عليه «الذهب الأخضر» فإن كوباً من هذا الشاي يعين المرء على أن يتحمل الحرارة اللافحة في آسيا الوسطى.. إنه مشروب رائع بحق وجدير تماما ًبالاسم الذي يطلق عليه؛ منذ قريب يتمتع هذا النوع من الشاي بشعبية واسعة. وهناك الشاي العادي إن فنجاناً من هذا الشاي الساخن يشيع الدفء في المرء في ليلة باردة، ويحب القرغيز في الاتحاد السوفيتي الشاي ويشترونه على شكل ألواح شبيهة بألواح الشيكولاته، ويشربونه أيضاً ممزوجاً بالليمون ويشربه بعضهم بإضافة صفار البيض إلى الشاي مع السكر ثم تحريكه كي يتم الامتزاج بين العناصر الثلاثة على ألا تطول مدة وضع الماء وفوقه الشاي، ويؤكد العارفون في الاتحاد السوفيتي أنه من الأفضل شرب الشاي بإناء البورسلين ؛ لأنه يملك خاصية مدهشة هي أنه يحفظ طعم المشروب وعطره.. ويشرب في بعض أحياء مدينة القاهرة في مصر الشاي الأخضر؛ ويشربه الإنكليز ممزوجاً مع الحليب.. ومن أبرز مظاهر الحياة الاجتماعية عند الشعب الأفغاني هي كثرة مقاهي الشاي في المدن وعلى جوانب الطرق التي تجتازها القوافل والمسافرون، وهذه المقاهي نظيفة ويستطيع المرء أن يتناول فيها قدحاً من الشاي الجيد بثمن زهيد. وقد يصل ما يحتسيه الأفغاني خلال ساعة واحدة إلى خمسة عشر قدحاً من الشاي.
ويشرب أهالي التبت الشاي بعد خلطه جيداً بالملح والزبدة لئلا يصابوا بالبرد، ويشرب الكهنة البوذيون من أهالي التبت حوالي الخمسين قدحاً من الشاي يومياً. ويقدم أهل التبت الشاي مع الضحايا إلى جبل افرست عندما يحجون سنوياً.. وفي الصين شاي يسمى الياسمين يشربونه من دون سكر على الإطلاق يمتاز بنكهة ورائحة تغريان باحتساء أكبر كمية ممكنة منه، وبعد بضعة أيام لا تستطيع الاستغناء عن شاي الياسمين الصيني ذي اللون الذهبي والرائحة العطرية المنعشة التي تدعوك إلى ارتشافه بتلذذ.. وفي جزيرة إيريان الغربية الإندونيسية يشرب الأهالي نوعاً من الشاي المخفف دون أي قدر من السكر .. وفي تشيكوسلوفاكيا يؤكل مع شرب الشاي نوع لذيذ من الكعك، وفي اليونان ترى اليونانيين كثيري الحب للشاي، فتراهم جالسين طوال وقتهم في المقاهي المخصصة للشاي.. وفي المغرب يسمى الشاي (تاي) من الكلمة الفرنسية (تاي) وهم لا يشربون إلا الشاي الأخضر، ويستوردونه من الصين ويضعون في الشاي كمية كبيرة من النعناع، ولهم طريقة مختلفة في صنعه. فهم يضعون الشاي الجاف في البراد ثم يصبون عليه الماء ليغسلوه من التراب ثم يلقونه بالماء. وبعد ذلك يقلبون الشاي والنعناع معاً ويسرفون في وضع السكر وهم يدمنون عليه، وفي الزواج يهدي العريس إلى عروسه هدايا كثيرة من بينها الشاي.. ويعتبر الشعب الليبي أكثر شعوب العالم شرباً للشاي الأسود ويسمى باسم الزردة كما يسمى في محافظة البحيرة في مصر، ويشربه الإيرانيون طوال الوقت، ويشربونه بوضع قطعة من السكر في الفم ثم يشربون الشاي بعدها.. وحفلات الشاي عند الأوروبيين من المناسبات الاجتماعية اللطيفة التي يتطلب تحضيرها وحضورها براعة ولياقة وارتداء أحدث الموديلات.. وإليك بعض القواعد الجدية التي يجدر ملاحظتها في هذه المناسبة.
1 - في حفلات الشاي يشترط أن تستقبل المضيفة المدعوات عند الباب، ولا بأس أن تكون بعض قريباتها أو صديقاتها معها إذا كان الحفل كبيراً.. إن الملابس في هذه الحالة هي ملابس وقت الظهر.
2 - عندما تصل المدعوات يكون الواجب من قبل المضيفة تقديمهن إلى الأخريات إذا لم يسبق التعارف بينهن.
3 - الطابع المميز لهذه الحفلات هو امتزاج المدعوات واختلاطهن ببعض. فليس ضرورياً أن تكون الموجودات على معرفة سابقة؛ لأن المفروض أن تتيح هذه الحفلات لهن فرصة التعارف وإنشاء صداقات جديدة.

مشكوره

موضوع رائع مشكووووووورة تسلمين

شكرا لمروركن
فجر الصمت ونجمة الامل



اضائت الصفحة بكلماتكن

يسلمو..ْ~

مس رجه
شكرا لمرورك

يسلموووو

الاموره
شكرا لمرورك

يسلموو

الله يسلمك ياعسل